البصر..نعمة إلهية ..فصيانتها بغضها عن ما يغضب الخالق ..فقد نكون عمياناً ونحن نبصر ..
بتتبع الآخرين بنظرات تقودنا لغضب من يراقبنا ..فحذاري أن نكون ممن لايغضون أبصارهم..
اللهم جملنا بالحياء .
وقد نكون نبصر ونحن في عِداد العميان.!
فهذا خيرا
فقدان البصر ولا فقدان البصيرة ..
وكم من نظر مثخنا بسُمِّ الحرام , فلا دواء له إلا إستخلاص سمه .
سقيم البصر.. عليل قلب من جعل عيناه أكواخا لشوائب
مظلمة تعلق بالأجفان فترديها جثة لأسهم خرجت بلا عنان يكبحها
.
.
لنجعل تلك ذكرى ..هناك من لاتعزب عن ملكه مثقال ذرة
فغض/ي بصرك ..وأمض/ي كما يرضى الله .
.
.
مسحة على جفن اسوَد بعد بياضه ..بسهام قد إتخذته رمية للتصويب ..
فتشرئب بكتل من نظرات محرمة ..لو تنبه بأخذ الحذر ..لكان غَض البصر
وراقب عينا تراه ..لكبح جوانح المعصية ..
.
.
نظرة ونظرة ..عظة وعبرة ..لمن كان له قلب يتعظ ..
عين نظرها يُسترق ..وللوحات الحرام يخترق ..
اللهم أدم علينا نور الحياء.
.
.
فسبحان من لا تخفى عليه خافية
من لا تأخذه سِنة ولا نوم هو جل في عُلاه
( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)
يقول سحنون رحمه الله: " إياك أن تكون عدوا لإبليس
في العلانية صديقا له في السر". (إذا أغلقت دونك الباب وأستدلت على
نافذتك الستار وغابتك عنك أعين البشر ، فتذكر مَنْ لا تخفى عليه خافية ،
تذكر من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ،
جل شأنه وتقدس سلطانه ، أخشى بارك الله فيك أن تَزِلَّ بك
القدم بعد ثوبتها ،وأن تنحرف عن الطريق بعد أن ذقت حلاوته
، واشرأب قلبك بلذته ،
لا تجعل الله أهون الناظرين إليك ..!
.
.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى"أجمع العارفون بالله بأن ذنوب
الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب
الثبات"،فهل يفرط موفق بصيد اقتنصه ،وكنز نادر حَصَّله ؟ احذر سلمك الله ،
فقد تكون تلك الهفوات المخفية سبباً لتعلق القلب بها حتى لا يقوى على
مفارقتها فيختم له بها فيندم ولات ساعة مندم يقول
ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله : "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة
باطنة للعبد لايطلع عليها الناس" .
(إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير)
ذنوب الخلوات هي أصل الإنتكاسات ,وكلما أغلق المرء على نفسه الباب خشية الناس
زادت وحشة قلبه .." فخاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة
للعبد لايطلع عليها الناس"
إضاءة أخيرة
.
.
كُلنا يُذنب لكن من منا يعود بدمعِ الندم
من يُبدل ذنب الخلوة بالطاعة والقربةِ من الله
فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له