البن هو الثمار الذي تصنع منه القهوة. وشجرة البن نبات معمر يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار تقريباً. أوراق الشجرة خضراء لامعة وأزهارها تنفتح عند الفجر وتذبل عندما تطلع الشمس، الثمار ذات فصين، ولونها أخضر في البداية ثم تتحول إلى اللون الأصفر فاللون المائل إلى الحمره ثم عند النضج تماماً يتحول لونها إلى البني وتختلف عادة باختلاف المناطق التي تزرع بها. تحمل شجرة البن بعد ثلاث سنوات من زرعها. وزارعو البن يقلمون أشجار البن بحيث لا يزيد طولها على ثلاثة أمتار وذلك من أجل سهولة جمع الثمار. تعيش شجرة البن أكثر من 60سنة. عادة يترك الثمر على الشجرة حتى يجف ثم يقطف ويستخرج منه البذور وينشر في الهواء الطلق حيث يجري تخميره في جو رطب ثم يقشر بواسطة طواحين خاصة، ثم يجفف وكل 100 كيلوجرام من الثمار يعطي حوالي 15 كيلوجرام من البذور.
والبن الأخضر لا يفقد قيمته إلا بعد ما بين 3-5 سنوات ولكن بشرط الاحتفاظ به في كيس من القماش ويحرك من وقت لآخر.
إن أنواع البن عديدة فمنها البن العدني وبن مخا والبن البرازيلي وأفضلها بن عدن ومخا. ويعرف الجيد منه بحباته الصغيرة غير المتساوية في الحجم وبلونها المائل إلى الصفرة، ولها رائحة خاصة مميزة. بينما البن البرازيلي أكبر حجماً ولونه يميل إلى الخضرة ورائحته شديدة وطعمه أطيب من طعم البن العدني أو اليمني.
ويعرف النبات علمياً باسم Coffea Arabica من الفصيلة الفوية Rubiaceae.
الموطن الأصلي للبن: البن موطنه الأصلي شرقي أفريقيا المدارية واليمن والبرازيل. وتزرع حالياً في المناطق المدارية من حول العالم. الجزء المستعمل من البن هو البذور ( حبوب ).
المحتويات الكيميائية للبن: يحتوي البن على مادة الكافئين الذي يعزى إليه الطعم الطيب ورائحته المنعشة وتبلغ نسبة الكافئين ما بين 06، إلى 0،32٪ كما تحتوي على الثيبرومين والثيوفللين وحموض العفص. كما تحتوي على سكر وماء.
الاستعمالات: في القرن الخامس عشر الميلادي أدخل مغني عدن البن إلى بلاده بعد أن عاد من بلاد العجم، وقد شاهد الناس هناك يشربون مغلي البن لما فيه من خواص في تخفيض ثقل الرأس وفي تنبيه الذاكرة وطرد النعاس وانتشرت شجرة البن بعد ذلك في اليمن والبلاد العربية. ويورد المؤرخون قصة أحد الرعاة الذي كان يرعى غنمه بالقرب من بلدة كافا بالحبشة فلاحظ أن غنمه تأكل نوعاً من النبات، فتشتد قواها ويبدو عليها النشاط والمرح، وتشاركه في سماع غنائه وفي رقصه، فأسرع إلى النبات وأكل منه فشعر بتنبيه أعصابه ونشاطه، ودل أصدقاءه ومعارفه عليه، وذهب إلى ناسك فقص عليه الأمر، فسر الناس بهذا الاكتشاف واستعمله لتنبيه نفسه وتنشيطها للسهر والعبادة. وفي القرن السادس عشر انتشرت زراعة البن في جميع أنحاء اليمن ومن اليمن انتقلت إلى مصر. ولما فتح الأتراك مصر عرفوا القهوة فيها ونقلوها إلى بلادهم ومن تركيا انتقلت إلى أوروبا.
يستعمل البن في بعض البلدان في غير القهوة، ففي تركيا مثلاً يؤكل البن المطحون مخلوطاً بالسكر والقهوة الغليظة القوام. وفي سومطرة بإندونيسيا يشرب منقوع أوراق البن كشراب مكيف، وتمزج جذور الهندباء البرية المحمصة بالبن لغشه. وفي أوروبا يفضل البن المخلوطة بالهندباء على البن وحده.
كيف جاء اسم القهوة؟ كلمة القهوة كانت تطلق أساساً على الخمرة، قيل إنها سميت بذلك لأنها تُقْهى شاربها عن الطعام أي تشبعه أو تذهب بشهوته، ثم أطلقها الناس على شراب البن حين عرفوا البن. وربما سموا البن نفسه قهوة، وقيل إن لفظ القهوة مأخوذ من كافا Caffa اسم قرية في الحبشة كانت أشجار القهوة تنبت حولها. ومن كافا نحت أسم البن بالفرنسية Cafe وبالأنجليزية Coffee. وقيل إن إسمها أخذ من اسم الملك الفارسي قابوس Kavus.
لقد عم شرب القهوة أرجاء الأرض وكان من أبرز المغرمين بالقهوة الروائي الفرنسي الشهير " بلزاك " الذي قال فيها " أنا لا أعلم شراب الآلهة الذي كان يذكره اليونانيون، ولكني أحب أن أعتقد أنه القهوة المعروفة ". وكبير كتاب فرنسا " فولتير " كان يشرب كميات كبيرة من القهوة. وعظيم موسيقي الألمان " بيتهوفن " كان يستهلك ستين حبة من البن في سبيل إعداد فنجان قهوته. وكبير أطباء أنجلترا هارفي مكتشف دورة الدم أحضر قبيل موته كاتب عدل وأوراه حبة بن وهو يقول من هذه يأتي الخط والنجاح والذهن " وقد أوصى في وصيته لكلية طب لندن بست وخمسين ليبره من البن من مختبره، طالباً من الموصى لهم أن يجتمعوا في أشهر ذكرى موته السنوية ليشربوا منها.
والطبيب الفرنسي " تروسو " علامة القرن التاسع عشر كان يقول " لا يوجد علاج لضعف الأعضاء التناسلية كالقهوة ".
وإلى جانب المغرمين بالقهوة، وجد كارهون كثيرون لها، حاربوها ما استطاعوا، ولعل الرأي الصحيح هو لعلماء الغذاء بصفتها مادة كثيرة الانتشار والاستهلاك ثم لعلماء الطب، بصفتها مادة لها أثر كبير في أجسام متناوليها.
رأي الطب القديم في القهوة: يقول داود الأنطاكي في تذكرته عن البن " أجود البن الرزين الأصفر وأردؤه الأسود. ومن فوائده تجفيف الرطوبات والسعال البلغمي والنزلات وفتح السد وادرار البول. وهو كما يقال يجلب الصداع الدوري ويهزل جداً ويورث السهر، ويولد البواسير، ويقطع الشهوة الباءه. فمن أراد شربه للنشاط ودفع الكسل فليكثر من أكل الحلو. قوم يشربونه باللبن وهو خطأ يخشى منه البرص".
وما هو رأي الطب الحديث في القهوة؟
إن تناول القهوة بنسبة قليلة مفيد، فإن دخول فنجان قهوة إلى المعدة يعقبه شعور بالراحة يمتد عدة ساعات بسبب تأثير الكافئين على الجهاز العصبي المركزي، ولذلك فإن شرب فنجان قهوة بعد الأكل يساعد على الهضم. وتزيد القهوة في النشاط العقلي وتنبه المخيلة، وتوضح الأفكار.
والقهوة إذا شربت كميات كبيرة فإنها تصبح سماً ناقعاً للجسم، فتثير الجهاز العصبي، وتخلق مضايقات شديدة وأرقاً دائماً، ورجفة في اليدين وارتباكاً في التكلم وخفقاناً في القلب وتسمماً مزمناً ولوناً شاحباً وبياضاً في اللسان واضطرابات في الجهاز الهضم.
تفيد القهوة الأشخاص الذين يعملون بعقولهم، والمصابين بهبوط ضغط الدم، وذوي الهضم الكسول، وفي الحالات التي يحتاج فيها الجسم إلى شراب منبه.
وتمنع القهوة عن ذوي الضغط الدموي العالي، ومرضى القلب والعصبية والأطفال. ويجب أن يخفف من شرب القهوة من بعد سن الأربعين فلا يؤخذ في النهار أكثر من فنجانين يرى الأطباء أن البن المحمص كثيراً أفضل من المحمص قليلاً والبن الأخضر لا يستعمل إلا نادراً، وقد ثبت بالتجربة أن تناول كمية بسيطة من خلاصته يسبب ضعف ضربات القلب وهبوط التوتر الشرياني وتقلص حجم الكليتين وانحطاط القوى.
شجرة الفهوة