عذرا أيتها الأوراق

عذرا ... أيتها الأوراق .
هذه الأوراق ... لا أستطيع أن أجمعها ..
لا أستطيع أن أطويها بين يدي ...
لقد أخذت من قلبي ... جميع أنفاسه ..
وتمكنت من حدودي ... وما بقي من زماني ...
هذه الأوراق ... احتوت أسراري ...
احتوت ألواني ... وتملكت ذاتي ...
كانت دائما تسهر معي ... ولا زالت ملاذي ...
تسمع كلماتي ... وتمتص غضبي ..
وتمسح دموعا ... يا ما سقطت عليها ...
شاركتني أحزاني ... ومسراتي ... وجميع فصول حياتي ..
وتحملت رسمي ... بين النقاط والفواصل ...
رسوم لا معنا لها ... تلفها متاهات إنسانا راحل ...
أيتها الأوراق ... !!!
هل تعرفين ... من أنا بدونك ؟؟
لآآآآآآ .... لا تتسرعين ... وتقولي : لا شيء ...!!
فمن الصعب أن أعيش معك ... هذه الحياة ...
وفي النهاية ... أكون ... لا شيء...!!
فلقد تعلمت من بياض صفحاتك الكثير ..
وتعمقت ... سطورك في رأسي ..
حتى أصبحتِ .. نحتا على جدران عقلي ...
لقد تعلمت منكِ .. كيف أطير بين جمال الخيال ... وشفافية الروح ..
تعلمت منكِ .. أن أكتب على نسمات الهواء ..
وأخط بأنفاسي ... على صوت الأشياء ..
واستطعم ... بإحساسي عمق الحياة ...
جعلتيني ... أكتب بإحساسي البسيط ...
لأرتقي ... فقط ... أمام ذاتي الوحيد ...
أعشقك ... أيتها الأوراق ...
أعشقك ... لأنك تمكنتي من جمع ذاتي ..
وعذرا ... لأني لم أتمكن من جمعك ... حتى بين يدي
عذرا ... أيتها الأوراق