إن أردت رفيقاً ترى فيه صلاح حالك وطريقك إلى الله
فاجعل الدعاء سبيلك
لتحقيق ذلك ولا تيأس فكما استجاب الله
لسيدنا موسى وبعث له أخاه هارون سيستجيبُ لك.
يريدك أن تكون على قيد الحياة مُدركاً وجود الله، وسبب خَلقك،
وماهية حياتك، تلجأُ إليه حين الضَنك وحين الرَغد، حين التَطيّر
والاستبشار، حين تكون بين الجموع الغفيرة يوم هنائِك
وحين تكون وحدَك يوم ضيقك، حبلَ وصالٍ بينك وبين الله
لا ينقطع وإنما يزداد سُمكاً وقوة. ستعي كثيراً سنن الحياة
بين مُجْمل الأشخاص ومن ستقابلهم في حياتك،
ستراودُك تساؤلات تعجزُ حصرها ووضع إجابةٍ شافيةٍ لها
ستتغير ويتبدل أمرُك من حالٍ إلى حال، ستنطق حروفاً
كانت آيلة للسقوط في قعر جوفِك
وتدوس على أمورٍ كانت في قمة هرمك، ستتغيرُ لا محالة!
وبين جلِّ أيامك ولحظاتك وأشخاصك ستفضل طريقاً واحداً
لن يُسامرك عليه أحد، وذاك لما وجدت فيه من خيرٍ كثير
وما أدركت فيه من فضلٍ كبيرٍ على ذاتك
وما نسَجْته في شخصِك أنت ومقامِك أنت وتجاربِك أنت
ودوامة تفكيرك، فلا تقُم ببيع ما أنار قلبك وأيقظ عقلك
وأسهب في صقلك، ولا تقم بإبدال معهدك ومدرسة حياتك
بكهفٍ مظلمٍ أو بيتٍ مهجور، فتلك الأمور لا تُباع وإن أبدِلت بماء الذهب.
وإن أردت رفيقاً ترى فيه صلاح حالك وطريقك إلى الله فاجعل الدعاء سبيلك
لتحقيق ذلك ولا تيأس فكما استجاب الله لسيدنا موسى
"قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى" وبعث له أخاه هارون "قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ"
سيستجيبُ لك، فاستبشر خيراً وواصل البحث عمّن تقوي عزيمتك به
وتُنير درب الحق بعيونه، وإن وافَتك الأقدار بمن يهوى وقوعك
ويَستلذ بهزيمتك فلا يفرح لفرحك ولا يُضمّدُ جراحك
ولا يراوده شغفَك وطريقة تفكيرك، يفسّر أفعالك على هواه
ولا يحسن الظن بك ففارقه كفراق الخضر لسيدنا موسى عليه السلام
"هذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ "،
وكن على ثقةٍ
أنك إن أصلحتَ نفسك
وسَعيت في طريق الخير سيرشدُك الله ويعينك
ويشدّ على عضدِك ويُشفي قلبك لا محالة.