لم يكن هذا الطرح وليد اليوم، لكن تنفيذه معقد أو ربما مستحيل وذلك لاعتبارات عدة.
أولاً: لأن اللافا (الحمم البركانية) كثيفة جداً ودرجة حراراتها غير كافية
حيث يصرح خبير البراكين «كلود جراندبي» للمجلة العلمية «العلوم والحياة» أن نسيج الحمم البركانية كثيف جداً، مما لا يسمح للنفايات بالتوغل بداخله بسهولة حتى إن كانت مواد سائلة، فعلى نقيض ما يعتقد الكثيرون فإن حمم البراكين الساخنة يمكن لها أن تصهر كل شيء وتسحقه، اعتقاد خاطئ، إذ ان درجة حرارة الحمم تراوح ما بين 750 و1300 درجة مئوية، ما يجعل شدتها ضئيلة للغاية لإذابة بعض الأجسام والمواد، فمثلاً بقايا المواد النووية كاليورانيوم يحتاج الى درجة حرارة 4131 درجة مئوية لإتلافه.
ثانيا: الغازات سامة في الهواء
يجب التفكير في التأثيرات الجانبية للعملية، اذ ينتج عنها غازات سامة نتيجة لتفاعل كيميائي بين المواد المختلفة والحمم، ما يستوجب تركيب العديد من المصافي على مدار فوهة البركان، ويعد تنفيذ هذا العمل حالياً صعباً أو مستحيلاً، إضافة إلى أن جميع البراكين غير متشابهة من حيث شكلها وتركيبها الجيولوجي وفاعليتها، فالحجم الكمي من الحمم الذي يحوزه البركان يلعب دوراً مهما في إنجاح هذه الفكرة كما يجب أن تكون فوهته مفتوحة الى الأعلى، وعنقه (مدخنته) تصل بين الفوهة العلوية وباطن الارض الحمم، وإلا سنواجه مشكلة تراكم فالنفايات بداخل البركان تؤدي حتماً الى كارثة طبيعية، هذا النوع من البراكين لا يوجد منه سوى خمسة حول العالم.
ويعتقد كذلك المختصون أنه يؤدي الى تغير سلوك البركان فينبعث منه أدخنة وغبار ضاران أو حتى الى ثورانه بصفة مفاجئة، ما يشكل خطراً على الإنسان والبيئة.
في النهاية تبقى فكرة استخدام البراكين محارق للنفايات معقدة التنفيذ في الوقت الحاضر، لذا يجب العمل على تطويرها مستقبلاً.