في حوض سيارة الايفا الروسية

كنا في اداء الخدمة العسكرية ايام الحرب العراقية الايرانية سنة 1987 كنا في قاطع عمليات الفيلق السادس جنوب مدينة العمارة على حافات هو الحويزة
كان بيننا جندي اسمه صباح وهو ظريف لاابعد الحدود حتى ان الجنود يتوددون ان يجلس بينهم لان احاديثة شيقة وبها طابع المزحة مما تنسيهم مرارة الغربة وتعب العسكرية
لم اكن الاقرب اليه لاكنه كان يميل الي لااتزامي طابع الهدوء اغلب اوقاتي وكان له جندي صديق له يسكن بمنطقته شائت الاقدار ان يتناوبوا الاجازات فيكون تبادل الرسائل فيمابينهم
عند التحاق واحد منهم الى الجبهه فيجلب رساله الى ااخر من اهله
يومها كان القصف الايراني قد اشتد علينا ونحن كنا نحتمي بالملاجئ والخنادق شائت الاقدار ان تسقط احد القذائف بالقرب من الجندي صباح فاذا بها تقطعه اوصالا
انقطع القصف فخرجنا من اوكارنا نستكشف ما دمر وما حصل  اخذ بعض الجنود جثة صباح فوضعوها في حوض سيارة الايفا الروسيه وهو يقطر الدماء من اوصاله ونحن نبكي فراقه
واذا بصاحبه قد اتي من اجازته وهو يسئل عن صباح ولايعرف ماحصل فاشار بعضهم الى مكانه فتوجه الى السيارة فعرف مصيره
فاذا به يمد يده فيخرج رسالة زوجة صباح من جيبه فقرائها بصمت فقال لنا ليس بها اي شئ سوى كلمات اغنية الفنان حسين نعمه
(تحياتي الك وين انته موجود)
فظججنا بالبكاء مره اخرى وعلا العويل

رحمه الله برحمته الواسعه