والله كبار السن الذين رحلوا كلهم طيبه وحنان ورجولة وشهامه
تراهم في الجد واللهو والمزحة سواء
ابو سلمان الجبوري كان من الطيبه والنخوة الله يرحمه خليط من الجد والهزل تراه في العمل مخلص جدا حتى في اجواء الحر اللاهب او البرد والمطر لايتاخر عن عمل موكل اليه تلك الطبيعه الفلاحيه التي يحملها واثناء وقت الراحة تراه مرح لابعد الحدود يقول النكته والحكايات الطريفة يتقن فن الحكايات التي يقولها لانه مولود الريف وخليط حياة بغداد التي سكنها بحي شعبي جدا متجانس بعائلات اصولها من مختلف محافظات العراق اللذين لايعرفون من الطائفية شئ ودوما يجمعهم الفرح والحزن معا فتراهم كاسرة واحده
اما عمله وهو اصلا فلاح حين يجد ارضا رتزق عليها او ربما يعمل في مجال اخر وحسب الرزق المتوفر
كان يعل يوما حارسا ومعه رجل كبير من منطقتنا او جزائر الله يرحمه وهو من اهالي النعمانية يتناوبان الحراسة لساعات معدوده فيما بينهم على باب مزرعه كنت قد اجرتها من مالكها وكنت اقضي فراغي عندهم لانعم بالراحة والاحاديث العذبه ابو سلمان اخذ يكيل المرح بالحديث مع ابو جزائر ذلك الرجل الريفي الطيب الذي لايميل الى المرح ودروبه ويقضي جل وقته الى الاستماع الى الاحاديث مع ان ابو سلمان اوغل بالاحاديث والنبز بالحديث مع اشارات من يده نحوه وابو جزائر يغلي ولايجيد الاجابه عليه بل يكتفي فقط بالنظر اليه ثم يشيح عنه والاثنان قد تجاوزت اعمارهم السبعين لاكن ابو سلمان ولسانه حاد فلم يسكت وانا انتظر ان ينهره او يجيبه لاكنه لم يقول سوا كلمتين لااعرف كيف انتجهما ابو الزرابين فانفجرنا على مقولته من الضحك فكدت ان اقع على الارض ومقولته تعني الطفل يتبرز في امان متعدده
ابو سلمان حدثني قال كنت بزيارة الى اقربائي في منطقة الزنبرانيه التي يسكنها اغلب عشيرة الجبور يقول عدت من هناك بسيارة اوصلتني الى منطقة العلاوي يقول احسست بوجع في راسي ولاح استكان الشاي امامي فدخلت مقهى هناك وانا في ابهى صوري بملابس العرب حيث العقال والعباءه كاني شيخ عشيرة يقول سلمت وجلست بجانب رجل امامه نركيله فاعجتني فطلبت واحده وانا بحياتي لم ادخنها فجلبها لي العامل ووضعها امامي فاخذت منها نفسا عميقا وانا انظر الى الشيشه قد اخلط الدخان بالماء فتذكرت شعرا فقلت ميك يانركيله وولفي شسويله فلم اشأ ان اكمله لاني يجب ان ارحب بالضيف وارد على سلامه فوقفت وقلت له الله باب الخير وهذه نقولها بعد الرد على السلام
لاكني بعدها دارت بي الدنيا ولم احس الا واني تحت الاريكة مغما علي من دخان النركيلة الذي ضرب عقلي وبعدها تحسست نفسي فلم اصب جراء السقوط لاكن ملابسي تلطخت بغبار الاتربه التي تحت الاريكة والارض التي تحت اقدامي من يومها قاطعت كل مايتصل بالنركيلة
فاضل الاعمى اعمى تماما كان لايغلب في لعبة الدومينو فهو يتحسسها في اصابعه فكانو يتبارون على غلبته فلا يستطيعون وكان يساعد احدهم ان كان الدور ليس له فيمد يده يتحسس القطع فيشير الى استخدم هذا
الحاج حسن صليبي كان يلعب معه على منظدت الدومينو فيخفي القطع بيديه كأن فاضل الاعمى يشاهدها فيقولون له انه لايبصر فيقول هكذا احسن
ابراهيم الحداد الله يرحمه وهو ايراني الاصل لم يسفر الى ايران ايام تسفير العراقيين من اصول ايرانيه بداية الثمانيات وكان لوحده يعيش في ورشته التي تشابه كومة انقاض حديد واغلب معيشته من ابناء واسر المنطقة الطيبين كثيرا مايفر من الورشه عندما يعلم اقتراب او دخول افعى اليها وكان ربما ينام خارجها فيقال اليه انها ذهبت فيقول ومااعلمكم لعلها داخلها الان توفى فعمل ابناء المنطقه ماتما اليه
ابي كان نائما في يوم قائض في ضل شجرة حيث لم تصل الكهرباء الينا بوقتها فجلس مرعوبا فنفض الفراش فاذا بعقرب سوداء قد اصابته بيده فسرا السم بجسده النحيل فاخذ يان بعدها قال والالم يشتد خذوني لسيد حسين وهو رجل صالح من اصحاب الطريقة القادريه يقرا التعاويذ والايات ويعطي الحروز لمريديه وصلنا اليه والتعب والالم اخذ منه الشئ الكثير فما عاد حتى يقوى على المسير فقرأ سيد حسين ايات وادعيه عليهواعطاه ماء شربه فخرجنا من عنده قاصدين منزلنا فمررنا على دار احد معارفنا فوجدنا ام علي على الباب فشاهدت ابي على حاله فقالت ماباله فققصنا ماحدث وشاهدت حاله فقالت ادخلوا الدار عندي خرزة لدغة العقرب تشفيه فدخلنا فجلبت شي موقنين انها الخرزة فلفتها بخرقة ثوب على مكان اللدغه وقالت لاتفتحوها ابدا الا انا غدا فشكرناها وعدنا الى البيت مطمانين وبعد ساعه احس ابي براحة تقريبا والالم الماضي قد خف واصبحنا في اليوم التالي وقد تعافى تماما ومع اننا التزمنا بالوصيه انها قالت لو فتحتوا الخرقه فان عمل الخرزة سيفسد ذهبنا عصرا اليها فقابلتنا مستبشرة بسلامه الوالد وطلبت من ابي ان يمد يده حتى تفتح الخرقه وتسترجع الخرزه ففتحتها فناولتها الى ابي بيده الاخرى واذا بها حبتين حمص فضحكنا وقالت احذر من القادمة فما بقي عندي علاج لك