الشباب وتأخير الزواج
قال الله عز وجل : “وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (سورة النور- 32)
وقال الحبيب عليه الصلاة والسلام “يا معشر الشباب، مَن استطاع الباءة فليتزوج، فإنّه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء” (صحيح البخاري).
ومن هنا أمر من الله عز وجل بالزواج من القانتات الصالحات دون النظر الى مال او جاه وأصبح أمر الزواج موكول إلى قدر الله وقضائه وحكمه العظيم الذي هو حكم الرحمة والعدل والحكمة البالغة، وهذا لا يمنع من بيان الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الزواج فإن تأخر الزواج هو شائع – للأسف الشديد – في أكثر المجتمعات الإسلامية، وكثير من الفتيات المسلمات المؤمنات العفيفات قد وصلن إلى سِنٍّ متقدمة ولم يتيسر لهنَّ الزواج، وذلك بسبب التعقيد الذي طرأ على أمور الزواج من غلاء المهور وصعوبة تحصيل الأمور اللازمة للزواج من البيت والأثاث وغير ذلك مما لا يخفى على الناس
وتأخر الزواج للشباب حالة شائعة منتشرة وأصوات المؤمنات تضج إلى الله تعالى مما يعانينه من هذا الأمر الذي يحتاج إلى وقفة جادة لعلاجه وإيجاد السبل القوية لدفع ضرره، ولا يكون ذلك إلا بإتباع هذا الشرع المنزل الذي فيه صلاح الدين والدنيا، فإن هدى القرآن يشفي كل عليل ويحل كل مشكل؛ كما قال تعالى: ( )إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ))[الإسراء:9]،
كان الزواج المبكِّر سِمة منتشرة وعلامة ميّزت مجتمعاتنا الإسلامية.. إلاّ أن الكثير من العادات والتقاليد قد تغيَّرت عما كانت عليه هذه المجتمعات وللأسف لم تكن جميع التغيّرات إيجابية وذات نفع.. وإن كنت أرى أن بعض هذه التغيّرات متناسِبة مع تغيّرات العصر وكذا مع نمطيّة التفكير والسلوك بغض النظر عن قبولنا أو رفضنا لها..
والإسلام لم يحدِّد سِنّا للزواج إلا أنه حثّ الشباب على الزواج المُبكر فقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام “يا معشر الشباب، مَن استطاع الباءة فليتزوج، فإنّه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء” (صحيح البخاري).