اسامه العراقي المدير العام
. : عدد المساهمات : 1578 نقاط : 3083 السٌّمعَة : 15 العمر : 34
| |
اسامه العراقي المدير العام
. : عدد المساهمات : 1578 نقاط : 3083 السٌّمعَة : 15 العمر : 34
| موضوع: رد: ذكرياتي مع الشهيد ابو العباس 9/7/2016, 7:57 pm | |
|
كنا ايام حكم صدام حسين لانمتلك اجهزة الستلايت وكانت في العراق ناتين تلفزيونية نتابع من خلالها اخبار واحدث العالم وكان جل بثها وبرامجها للاحداث الداخليه اما باقي الاحداث تاتي فقط من خلال نشرة اخبار تمر علينا وكنا نتابع من خلالها اخبار فلسطين الحبيبه والاحداث هناك ومايجري على ساحتها وكنا لانعرف معظم الشخصيات الفلسطينيه الا من خلال حدث يحدث ولاكن شخص الرئيس ياسر عرفات فهو معروف لانه رمز لفلسطين ويعرفه الصغير والكبير ولكونه رئيس منظمة التحرير الفلسطنيه اما شخص ابو عباس عرفناه من خلال العمليه التي اسلفتها واتهم بها كان مساء هادي في ذلك الصيف حيث وقفت سيارتين احداهما تحمل فوقها هوائيات اجهزة اتصالات فاذا بشخص يترجل منها طويل القامه شئ ما قدمه صاحبنا لنا قال هذا ابو العباس فحييناه بالترحاب فمد يده لنا بالمصافحة فلمسا منه طيب الخلق وروح الدعابه سرنا معه لمكان الضيافه وجلسناهناك نتكلم عن النباتات وانواع الزهور التي في مزرعتنا وطرق ترتيبها وادامتها واوضحت له اني اقوم بذلك بنفسي عندها طلب مني ان ازور مزرعته في منطقة الدوره قرب مجازر اللحوم لاعاين متطلباتها لان طاقمه هناك لايمتلك الخبره وتعددت الحوارات والنقاشات حول ذلك فجائت الموائد واطايب المؤكولات وعم الهرج والمرج في سهره استمرت لقرب الفجر ودعنا بعدها ووعد بالعوده على ان لانسى ماطلبه مني العراق كان في امان تام ولذلك لم يكن معه من الحمايه الا سياره واحده تحوي شخصين وسيارته وسائقه حمد
|
|
اسامه العراقي المدير العام
. : عدد المساهمات : 1578 نقاط : 3083 السٌّمعَة : 15 العمر : 34
| موضوع: رد: ذكرياتي مع الشهيد ابو العباس 9/7/2016, 7:58 pm | |
|
كان يعشق الاركيله وهي تصاحبه ويلذذ بها من يد حمد السائق او لربما لدواعي امنيه وحين علم ان اجيد ذلك ترك حمدا في السياره جليس واستامن ان يتلذذ بها من يدي وكان يردد عبارات الشكر بكثره حين اضعها بين يديه لاحظت مبكرا عندما جاء انه يعرج برجله اليسرى قليلا دون ان يأثر ذلك على مسيره وهو يمشي باعتداد ومهابه ومع انه قنط من طلبه ني بالذهاب لمزرعته فلم يسئلني او يكرر طلبه لانشغالي التام بمزرعتنا لاكني كنت اوجه له بعض الاشياء والملاحظات حول ذلك ولاكني كنت دوما اطالبه بيض النعام الذي وعد ان يجلبه لي من مزرعته لانه يمتلك قطيع نعام جيد فندخل بدوامت ضحك عندما يقول نسيت ان اجلبه والسبب حمد كان يقول لي فطور ليس على بيض النعام كمن لم يفطر فاكرر طلبي له ونعج بالضحك مره اخرى سكنه بالكراده منذ دخل العراق فاشترى دارا هناك يقف بجانب بابه حارس واحد فقط يتنواب مع اخر بوقت معلوم وكان الحي الذي يسكنه طبيعي جدا والناس من حوله يكنون له كل الاحترام وهو محل احترام الكل لانه لم يتعالى على احد وكما انه لم يضايق احد لاي سبب انسان بسيط جدا طيب الخلق هو واسرته كنت حين ازور جاره من اسرة الكيلاني اسئل عنه ورغم اني لم اشاهد شخصه بوقتها فكانوا يكيلون له عبارات الاحترام تكررت زياراته لنا لانه انس المكان وكونه قريب بعض الشئ عن الكرادة التي تبعد عنا ربع ساعة من الوقت وتكررت الموائد والجلسات الملونه ودارت الاركيله عشرات المرات وقنط حمد من اعدادها فكان يشغل نفسه بمتابعة اخبار فلسطين من خلال الاجهزة التي في السياره ولاشئ من اطايب الملذات غيرها لان هذه من عادات السائق والحمايه التي يتقمصها في ان
|
|
اسامه العراقي المدير العام
. : عدد المساهمات : 1578 نقاط : 3083 السٌّمعَة : 15 العمر : 34
| موضوع: رد: ذكرياتي مع الشهيد ابو العباس 9/7/2016, 7:59 pm | |
|
في احدى المساءات زارنا ابو العباس وكان قلق على امر ما وكان دوما يشير الى حمد ان تتبع الاخبار وكان على غير عادته بتناول الاطايب وملذات المائدة المتنوعه وكنا نتابع الاخبار من خلال قناة تلفزيون العراق الوحيده حيث تواردت الاخبار من محاصرة قوات الاحتلال الاسرائيلي مبنى الرئاسه الفلسطينيه كنا دوما نخوض بالاحاديث المتنوعه ماعدا السياسية منها فكنا لانتحدث معه بها مطلقا لاكن اليوم كان لدي فضول جدا كبير ان اسئله عن الاخبار والحصار الذي بدا منذ ايام على مبنى الرئاسة ولانشغالي بامور الضيافة اجلت طرحه لما بعد ذلك ولاكني كنت اشاهد الاضطراب جلي على معالم وجهه وما ان انقضت حوالي الساعتين ابلغ حمد ان يعلمه باخر المستجدات فاتي حمد بعد ان عمل اتصالا من السيارة ذات الهوائيات ووجهه عبوساويكاد يبكي فوقف خلفه وهمس باذنه كلاما لم نسمعه رغم قربنا منه فدق بيده على الطاوله حينها وقال الكلاب يقفون الان بباب غرفة الرئيس (ياسر عرفات)ويمنعونه من حتى دخول الحمام عم السكون التام وسرى الاضطراب علينا نحن ايضا وسرد قضية محاصرة المبنى ودخولهم تدريجيا التي كنا نعلم بعض تفاصيلها اكمل ماكان ان يريد ان يقوله واستاذن بالمغادره لهذا الامر الطارئ فانطلق حمد بالسيارة مسرعا على غير عادته الهادئه وترك الاتربه تعلوا من الطريق غير المعبد بينما رجعت انا لمنزلي والاسى يتملكني من سماعي ذلك الخبر الذي لم يسمع به اغلب العراقيين وبت مغموما على محنة الرئيس وتلك المعامله السيئه كان اكثر غمي على شخصه وليس على القضيه والدوافع التي جعلت قوات الاحتلال تفعل ذلك هذا الرجل المناضل موقع حب واحترام جميع العرب والمناصرين للقضيه الفلسطينيه فكيف لااحزن وانا كان لي الشرف ان اراه شخصيا وهو في زياراته المتعدده لبغداد ساورد قسما من ذكرياتي معه في موضوع اخر وعلمت بعدها بان قوات الاحتلال فتحت الحصار عنه بعد عقد صفقة تسليم مطلوبين شاركوا بقتل وزير اسرائيلي
|
|
اسامه العراقي المدير العام
. : عدد المساهمات : 1578 نقاط : 3083 السٌّمعَة : 15 العمر : 34
| موضوع: رد: ذكرياتي مع الشهيد ابو العباس 9/7/2016, 11:08 pm | |
| كنا في الشهر الاخير ماقبل 2003 وكانت زياراته خفت عما قبل بسبب تازم الاوضاع بالبلد اخر مره كان عندنا في هذا الشهر فلم تدم سهرتنا كثيرا كنا نجلس في حديقتنا على ضفاف دجله حيث انوار الجسر امامنا تتموج مع موجات النهر الهادئ كثيرا ماكان الوجوم يحيط بنا وكنا بين حين وحين نتكلم بعدت مواضيع منها التحشيد الامريكي على البلد ومدى ثقتنا بصد الهجوم الوشيك مع شكوك تساورنا عن مدى القوة المتحشدة والاساطيل القادمة التي كنت انا اشاهد التحضيرات لها من خلال الستلايت الذي كنت اخفيه في مكان لايرى لانه ممنوع عندنا ولو اكتفته عناصر الامن لحدث لي امر لايحمد عقباه فكانت مجازفه مني ليس لي بها مصلحة الا ايذاء نفسي لم يكن بمقدور احد ان يشكك بقدرة الجيش العراقي عى مواجهة القوات القادمة علنا فكنا نضمر ذلك في انفسنا لان لدينا الدرس من حرب تحرير الكويت وما الت اليه الامور بعدها انقضت جلستنا وودعناه في مثل كل مره يصعد السياره فنشير له باليد علامة التوديع فتنطلق سيارته بعيدا هذه اخر مره رايت بها ابو العباس فتسارعت الايام وتقدم الجيش الامريكي مقتربا من بغداد وفي صبيحة يوم سمعنا دوي مروحيات غريب ليس كما هو صوت مروحيات العراق فكان لها دوي مختلف فنظرنا الى السماء فاذا بها ثلاث مروحيات امريكية تسير فوق مجرى نهر دجله متجه نحو قلب بغداد واذ نحن نسكن في مزرعتنا على ضفة النهر فقد كانت الطائرات فوقنا نرى طياريها بوضوح لاكنها لم تكمل مسيرها فقد وصلت فوق محطة جنوب بغداد ثم رجعت في نفس طريقها بينما اخذ منا الذهول من عدم التعرض لها وهي بهذه الصورة وهذا العلو المنخفض فاختفت جنوبا فلم نعد نسمع اصواتها صدرت الاوامر العسكريه باخلاء جميع المواقع العسكرية واتخاذ لها مواقع بديله خشية استهدافها من طائرات العدو فاتخذت بعض القوات والتشكيلات المسلحة مختلف الاماكن المتاحة من بنايات فارغه داخل المدن والمدارس والبساتين كان لدي احد اقاربي مزرعه صغيرة بجوارنا تركوها بسبب تازم الاوضاع وخشية حصول مكروه فحطت بها قيادة صواريخ الارض ارض وكانت ترتبط لحساسيتها للمجوعه المحيطة بصدام وقائدها يتكلم باس صدام شخصيا لارتباطه الوثيق به من ناحية الاوامر العسكريه فتعرفت على هذا القائد لوجوده اللصيق بمزرعتنا فاكتشفت انه احد افراد قبيلتي الخزرج مما فتح الباب امامه من ان يكلمني بصراحة عن مدى الخسائر التي يكبدها هذا السلاح (صواريخ الارض ارض بعيدة المدى) وكيف كلما حاولوا اطلاق احداها باتجاه القوات المعاديه يكتشفها الامريكيون فيدمرونها بسرعه فائقه كان صدام يردد دوما من اننا سنجعلهم مقبرة على حدود بغداد وكنا من هذا الحديث نخشى من ان يستخدم سلاح الكيمياوي لابادتهم جميعا مما يعني ان يحترق الاخضر واليابس بتلك العمليه فازدادت مخاوفنا منها على انفسا واسرنا من تلك الابادة المحتمله ازدادت حميه المعركة وازداد قصف الطائرات الامريكية على كل هدف امامها في اخر يومين من احتلال بغداد بعث بطلبي صباحا قائد الصواريخ على عجل وابلغني ضرورة ترك بغداد اليوم ولا ابيت بها اليوم لاي سبب كان وقال ان الامريكيين اكتشفوا مقرنا هنا ولربما نستهدف باي لحظه علاوة على احتمال قيامهم بعمليه انزال جوي على منطقتنا الزراعية والخاليه من قوات دفاع تماما تختصر الطريق للدخول المباشر نحو قلب العاصمه ودعني بحرارة بينما تحركت العجلات العسكرية التابعه له نحو مدرسة اطفال تبعد عن مزرعتنا نحو كيلومترين بينما جهزت اسرتي للخروج من بغداد على عجل وترك كل ممتلكاتنا خلفنا فاستقليت سيارة لصديق فاتجهنا الى محافظة ديالى ومن هناك وبعد ايام دخل الامريكيين ديالى بدباباتهم ومجنزراتهم وطائراتهم بعد ان احتلوا بغداد بالكامل وبعد ان سمعت ان الحرب قد توقفت تماما فما بقي شيئا الا وكان بيد الامريكان رجعت باسرتي لبغداد فوجدت المدينة بخراب تام والادخنه تعم سمائها صاحبي الذي عرفني على ابو العباس اول الامر كان قد ترك العراق واتجه واسرته الى سوريا ولا يزال هناك بعد ولاكنه عاد بعدها فزارني واخبرني باعتقال ابو العباس وهو بيد الامريكان بعد ان وشى به احد ما وكان يظن انهم وجدوه بمزرعته خارج بغداد وانه زار زوجته بالكراده بمكان اخر لان منزلهم تعرض للسلب والنهب بتلك الاحداث فتاسفت لذلك وما جرى له ولاسرته بعدها ومضت الايام والشهور سراعا فعلمت من خلال نشرات الاخبار نبأ استشهاده في معتقله بسكة قلبيه هذا الرجل الذي عرفته قوي البنية معافا لايشكو من شئ من الامراض ولايخاف الموت ولاينهار لسبب مهما كان صامد شامخ اسرائيل ماهزته نذر نفسه للجهاد من اجل فلسطين الحبيبه فالسلام عليك وانت شهيد الامه وشهيد الارض التي سقيتها بدمك وعش ان شاء الله في عليين
|
|