أنقذ طفلة من الحريق

في عام (1998م) شبَّ حريق هائل في بيت رجل أمريكيّ يُدعى " دافيسون Davison " فما أن سمع " مايك هيوز Mike Hughes " نداء الطواريء حتى أسرع هو وفريقه إلى المكان، وكان وقتها يشغل منصب ضابط برتبة نقيب في إدارة المطافي بمدينة " نتش " في ولاية واشنطن الأمريكيَّة.
عندما وصل فريق الإنقاذ كانت النار قد شبّت في كل أركان البيت، وكانت تلتهمه بشدة، ولم يكن بالمنزل لا الزوج أو الزوجة، فقط كانت طفلة اسمها " داونيلي دافيسون Dawnielle Davison " عمرها تسعة أشهر، نائمة في حجرتها، وتُحاصرها النار من كل ناحية.
فدخل المنزل متَّجهاً نحو غرفة نومها واحتضنها وخرج بها سالماً دون أن يُصيبه أذى!
وبعد مرور سنوات على تقاعده، وبالتحديد في سن الحادية والستون، بحث " هيوز " عن دافيسون على الإنترنت، وبالفعل عثر عليها، فكتب لها رسالة يقول فيها: أنا الذي قمت بسحبك من النار عندما كنتِ طفلة، فكان جوابها: أوه نعم، لو كانت أُمّي معي ما كانت تفعل ما فعلته أنت! ومنذ ذلك الوقت أصبحا الاثنان صديقين على الفيسبوك، ولم ينقطع التواصل بينهما.
أرادت الفتاة أن تشكر " هيوز " علناً وعلى مرأى الجميع، فهي لم تنسَ فضله عليها منذ (17) سنة، فانتهزت فرصة تخرُّجها من المدرسة الثانويّة، وقررت أن تقدم له دعوة خاصة في يوم تخرجها، وقد كان وحضر الحفل فرحاً، فما أن رأته حتى أسرعت نحوه واحتضنته، ثم قدَّمته للمدعوين على أنَّه " والدها الثاني ".
أمَّا " هيوز " فكان فى منتهى السعادة، ولم يقدر على مقاومة أو كبت دموعه، عندما رأى الرضيعة التي أنقذها لأول مرة في حفل تخرُّجها، كما أنَّ شعوره أيضاً كان لا يوصف، عندما ذهبت إليه واحتضنته أمام الجميع، وقالت للجمع الحاضر: بفضل هذا الرجل أنا هنا اليوم.