لقد شرع الله سبحانه وتعالى الأذان وأقره النبي صلى الله عليه وسلم ليكون تنبيهًا للناس لدخول وقت الصلاة وإعلامًا لهم بضرورة إقامتها. والأذان شعيرة من شعائر المسلمين يتميزون به عن غيرهم من الأمم، كما أن الأذان جامع لمسائل العقيدة الإسلامية حيث إنه يشملها على الرغم من قلة ألفاظه.
وللأذان شروط لا بد وأن تتوافر حتى تثبت صحته، وكذلك فإنه لا بد من توافر عدة شروط في الشخص الذي يؤذن حتى يكون أذانه صحيح ومقبول.
وفي ظل ما نشهده من تطور تكنولوجي هائل، أصبح هناك العديد من التطبيقات التي تقدم خدمة المؤذن ومواقيت الصلاة لتنبيه المسلمين إلى دخول وقت الصلاة، من ذلك على سبيل المثال، تطبيق المؤذن، وتطبيق المؤذن الذهبي، وتطبيق الصلاة الآن prayer-now والذي يعد أفضل تطبيق للمؤذن ومواقيت الصلاة في عام 2022، لما يحتوي عليه من مميزات متعددة تشمل جميع مناحي الحياة الإسلامية.
ومن خلال هذا المقال، سنتعرف على شروط صحة الأذان، فتابع القراءة:
ما هي شروط صحة الأذان؟
لكي يكون الأذان صحيحًا، لا بد من توافر عددًا من الشروط على النحو الآتي:
1- دخول وقت الصلاة:
حيث يشترط في صحة الأذان دخول وقت الصلاة المؤذَّن لها، ولا يكون الأذان صحيحًا إذا أُذِن قبل دخول الوقت. والدليل على ذلك اتفاق الإجماع على أن دخول وقت الصلاة شرط أصيل من شروط صحة الأذان.
ومن أدلة وجوب الأذان عند دخول الوقت ما يلي:
·
عن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (إنَّ بلالًا يؤذِّن بليلٍ، فكُلُوا واشْرَبوا حتى يؤذِّنَ ابنُ أمِّ مكتومٍ(، ففي هذا الحديث إشارة إلى ضرورة دخول وقت الصلاة حتى يشرع المؤذن بالأذان، وهذا ما نلمسه جليًا في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (حتى يؤذِّنَ ابنُ أمِّ مكتومٍ) أي: بعد دخول الوقت.
·
وعن مالكِ بنِ الحُويرثِ رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لهم: (وإذا حضَرتِ الصَّلاةُ فلْيُؤذِّنْ لكم أحدُكم(، كذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم يشير في هذا الحديث الشريف إلى وجوب الأذان حال دخول وقت الصلاة لتنبيه الغافل وإعلامه.
2- النية:
فالنية شرط ثاني من شروط صحة الأذان، وعلى هذا قال المالكية، والحنابلة، وبعض الشافعية أنه يشترط لصحة الأذان وجود النية من قِبَل المؤذن. واستدلوا على ذلك من السنة النبوية المشرفة بعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الأعمالُ بالنيَّاتِ، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نَوَى).
3- الترتيب بين ألفاظ الأذان:
فالترتيب بين ألفاظ الأذان يعد من أهم شروط صحة الأذان، وعليه ذهب جمهور العلماء من المالكية، والشافعية، والحنابلة.
وقد استدلوا على ذلك من السنة بعدة أحاديث منها:
·
عن أبي مَحْذورةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه: أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علَّمَه هذا الأذانَ: (اللهُ أكبَرُ الله أكبر، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا الله، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ الله، ثم يعود فيقول: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاةِ مَرَّتين، حيَّ على الفلاحِ مرَّتين، وزاد إسحاق: اللهُ أكبَرُ، الله أكبَرُ، لا إله إلا اللهُ)، فهذا الحديث يدل على ضرورة الترتيب في الأذان، إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علمه لأبي محذورة مرتبًا فليس هناك لفظة سابقة لأخرى.
·
وعن عبدِ اللهِ بنِ زَيدٍ، قال: (لَمَّا أمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالناقوسِ يُعمَلُ؛ ليُضربَ به لجَمْعِ الناسِ للصَّلاة، طاف بي وأنا نائمٌ رجلٌ يحمل ناقوسًا في يدِه، فقلت: يا عبدَ اللهِ، أتبيعُ الناقوس؟ فقال: وما تَصنَعُ به؟ قلتُ: ندعو به إلى الصَّلاة. قال: أفلا أدلُّك على ما هو خيرٌ من ذلك؟ فقلتُ له: بلى، فقال: تقول: اللهُ أكبَر اللهُ أكبر، الله أكبر اللهُ أكبر، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا الله، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله. قال: ثمَّ استأخَر عنِّي غيرَ بعيدٍ، ثم قال: تقول إذا أَقمتَ الصَّلاةَ: اللهُ أكبر اللهُ أكبر، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفلاح، قد قامتِ الصَّلاةُ، قد قامتِ الصَّلاة، اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله. فلمَّا أصبحتُ أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبرتُه بما رأيتُ، فقال: إنَّها رؤيا حقٍّ، إنْ شاء الله؛ فقُمْ مع بلالٍ، فألْقِ عليه ما رأيتَ، فليؤذِّنْ به؛ فإنَّه أنْدَى صوتًا منكَ، فقمتُ مع بلالٍ، فجعلتُ أُلقيه عليه، ويُؤذِّن به، فسَمِع ذلك عمرُ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه وهو في بَيتِه، فخرَج يجرُّ رِداءَه، فقال: يا رسولَ اللهِ، والذي بَعثَك بالحقِّ لقدْ رأيتُ مِثلَ الذي رأى! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فللهِ الحمدُ)، وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الأذان عبادة قد وردت من عند الله على هذه الصفة، فلا بد وأن تقال كما وردت على الترتيب بين الألفاظ، لقولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (مَن عَمِلَ عملًا ليس عليه أمرُنا فهو ردٌّ).
كما أن المقصود من الأذان هو إعلام الناس بدخول وقت الصلاة، فلو اختل ترتيبه لما عُرِفَ أنه أذان، وكذلك فإنه ذِكرٌ مُعتَدٌّ به فلا يجوز الإخلال بنظمه كأركان الصلاة.
4- قول الأذان باللغة العربية:
يشترط في الأذان أن يكون باللغة العربية، وليس من الصحيح أن يؤدى الأذان بأي لغة أخرى، وهذا مذهب الجمهور من علماء المسلمين من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، ، واختاره ابنُ تيميَّة.
وذلك لأسباب متعددة منها:
·
إن الأذان والإقامة وردا بلسان عربي مبين.
·
وقياسًا على أذكار الصلاة، فإن الأذان وكذلك الإقامة لا يجوزان إلا باللغة العربية.
5- خلو الأذان من اللحن:
فإنه يشترط أن يكون الأذان خاليًا من أي لحن (خطأ) يغير المعنى، وعليه اجتمع جمهور العلماء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، وذلك قياسًا على اللحن في القراءة في الصلاة.