التسوق الإلكتروني للعبايات يتضاعف بنسبة %100 خلال مواسم الأعياد
أكد عدد من أصحاب محلات العباءات النسائية أن الإقبال هذا العام جيد على شراء «العبايات» ويعود ذلك إلى استقرار الاسعار، وتشهد الأسواق قبل أيام العيد ازدحاماً من قبل المواطنين لشراء الملابس الجديدة ولاسيما محلات العباءات.وفي هذا الصدد، قال صاحب أحد المحلات في حديث لـ «رمضانيات»: «إن الإقبال على شراء العبايات هذا العام فوق المتوسط وأضاف «على الرغم من ان كثير من الزبائن يلجأن إلى التسوق الإلكتروني الذي انتشر بشكل كبير بين المواطنين، الا ان المبيعات ما زالت حتى الان جيدة.وأوضح صاحب محل آخر أن الإقبال على محله جيد ولفت إلى أن الإقبال بدأ مؤخراً وذلك بزيادة طلبات التفصيل من قبل الزبونات، مؤكداً أن الأسعار لم تتغير عن الأعوام الماضية على رغم من تغير أنواع الأقمشة.من جهته، أكد خياط آسيوي في أحد المحلات أن الإقبال من قبِل الزبونات لم يختلف عن العام الماضي كثيراً، إذ إن الإقبال مازال جيدا ً.مبيناً أن أسعار العبايات تختلف باختلاف التصميم وباختلاف قطعة القماش المستخدمة .وبحسب تقرير صادر عن وزارة التخطيط التنموي والإحصاء عام 2016 فقد بلغت مبيعات قطاع المنسوجات والملبوسات في دولة قطر حوالي 286 مليون ريال، وتنشط مبيعات هذا القطاع بشكل ملحوظ مع اقتراب مواسم الأعياد والمناسبات الوطنية المختلفة.وقال عدد من الباعة والتجار إلتقاهم «رمضانيات» إن الإقبال على شراء العبايات يتزايد بصورة ملاحظة مع دخول العشر الأواخر من رمضان، وأضافوا أن أسعار العبايات معقولة وترضي جميع الأذواق والمستويات، إذ توجد عبايات بسعر يبدأ من 50 ريالا، مرورا بمئات إلى آلاف الريالات حسب المادة المستخدمة «الخامة» والتطريز والموديل واختيار الزبونة.وبالحديث عن الأهمية التراثية والثقافية والدينية للعبايات قالت الإعلاميَّة والباحثة الأكاديميَّة خولة مرتضوي: «إنَّ لِباس المرأة المُسلمة عليه أن يكون لِباس حِشمَةٍ لا سفُور، وقد درجَت العادة أن تلبس الفتيات في منطقة الخليج العباءة وهو جِلبابٌ أسوَد يُضرَبُ على الجسد ليستُر الرأس على أخمص القدمين، وكانت هذه العباءة مُصمَمَة بأبسط التفاصيل، حيثُ كانت تخلو من التصاميم المعقّدَة، ومع دخول الكثير من الصرعات الغربيَّة في حياتنا المعاصرة، تغير هذا التصميم وتغيَّر الهدف منه، حيث بتنا نُلاحِظ تصاميم متنوعة، مختلفة الانحِناءات والزخارِف والألوان، وصُولًا إلى تصميم العباءة قصيرة الطول أو حتى الشفافة».وأضافت: «هناك ثمَّة عِلاقة وطِيدَة بينَ العَباءة وبينَ الجَمالِ والأَصالَة، فلهذا الزِيّ أبعادٌ تاريخيَّة وثقافيَّة مُتَجَذِرة، فهِي تُمَثِّل ثيمَة الثقافة والتُراث والتقالِيد بامتِياز، وبرأيي فإنَّ قاعدة التعميم فاسدة، حيث انَّ كثيرًا من التصاميم استفادت من المدرسة الغربيَّة في الحياكة المُريحة، فبرزت عددٌ من العَباءات السَاتِرَة المُصَمَمَة مِن قِبَل المُصَممات المسلمات المُعتَمِدَة على التمازُج بين الصيحات العالميَّة للمُوضَة مع المُحافظة على أصالة الذَوق الشرقِي، حيثُ جاءَت هذِهِ التصميمات بألوانٍ هادئة وغير صارخة؛ مُسَهِلَةً على النساء المسلمات عملية اختياراتهن اللباسيَّة المحتشمة، دون أن تُعتَبَر مناقضةً للدين أو أحكام الفقه الإسلامي».وختمت مرتضوي: «شخصيًا أقِف ضِدًّ اختِزال المنظُومَة الأخلاقيَّة وحصرُها في أشكال الزِي، كالعباءة والنِقاب والجِلباب وغَيرها، فهو بلا شَكٍ يُعتبَرُ قُصُورًا في الفهِم الدِينِي وخلطًا بينها وبينَ مفهُوم الهَويَّة الوطنيَّة، وتجدُر الإشارَة إلى أنَّ الأحكام الفِقهِيَّة الإسلاميَّة لم تفرِض على المرأة المُسلِمة زِيًا أو لَونًا مُعينًا، وكان التوجِيه الأساسي هو الالتِزام بالحِشمَة، فظاهِرة العباءة لا تُوجَد إلا في مُجتمعاتٍ إسلاميَّة مُعينَة، رُغمَ أنَّ مَدَّ الصيحات العالميَّة عَولَم العباءة وغيرها من الأزياء الشرقيَّة، فإنَنا نُلاحِظ أنَّ هذا الزي منتشِرٌ في منطِقَة الخليج العَرَبِي وبعض الدُول التي تأثَّر بعضُ أهلُها بثقافة أهل الخليج، كمصر والعِراق ودُوَل الشمال وإيران وغيرها من الدُوَل الشقيقَة والمُجاوِرَة».المرشدة النفسية في جمعية»وياك» ظبية المقبالي قالت إن العباية القصد منها الستر وعدم إبراز المفاتن وأن يكون الثوب واسع وغير شفاف، وأضافت أنها تشعر بـ»غصة» من المستوى الذي وصلت إليه تصميمات العبايات حيث صرن يتبارين في تضييق العبايات وتزيينها بالألوان، حيث ترى بعض الأخوات يخرجن وكأنهن ذاهبات إلى «عرس»، وليس للتسوق أو للدوام، وأوضحت أن اللوم يقع أيضا على الأب والأخ الذين يفترض أنهما يحرصان على أن ترتدي الإبنة والأخت ملابس ساترة.وتساءلت عن الهدف وراء ارتداء بعض الإخوات للملابس الفاتنة، ذات الملابس اللافتة للأنظار، وقالت إن المبالغة في تزيين العباية وزخرفتها جعل أسعارها غير معقولة، وأصبحت تضاهي فساتين السهرات في أسعارها. ونصحت الجميع رجالا ونساء أن يتقوا الله في أنفسهم وأسرهم.مصممة العبايات وصاحبة مشروع «الظبي لاين للعبايات» ظبية الكبيسي قالت إن رحلتها مع تصميم الأزياء بدأت عندما صممت عبايات شخصية لها، ولاحظت أن ذلك وجد الاستحسان والإعجاب من صديقاتها ورفيقاتها، ووصفنها بالراقية والناعمة.وأوضحت أن سوق العبايات في الماضي كان يعتمد على مصممات من دول الحصار، ولكن ظهرت الآن مجموعة ممتازة من المصممات القطرية قدمن مجموعة ممتازة وعصرية من التصاميم التي نالت القبول والإعجاب، كما أن الأسعار أقل بكثير مما كان يرد من الخارج.وأوضحت أن تجربة التسويق عبر تطبيق «إنستغرام» وجدت رواجا، واستطاعت أن تحقق عبرها نجاحا، وان تتواصل مع عدد كبير من الزبونات.وأضافت أن تصميم العبايات -حسب خبرتها- ينقسم إلى نوعين، الأول يكون عمليا وخفيفا ومناسبا للدوام والجامعة، والثاني يكون للمناسبات السعيدة والأعياد، ومن المهم جدا أن تكون تصاميم العبايات محتشمة.وأوضحت أن الموديلات المطلوب تصميمها هي التي تحدد نوع القماش الذي يجب ان يستخدم، وهذا ما تحرص على اختياره بنفسها، كما تقوم بإضافة الأشكال والورود وما تطلبه الزبونة ويناسب ذوقها.وحول الأسعار قالت المصممة إنها تراعي دائما أن من بين زبوناتها الدائمات طالبات، ولذلك تضع الأسعار على حسب التكلفة، لأنها حريصة على الزبون أكثر من حرصها على المكسب، واعتبرت الزبون هو رأس المال الحقيقي. وقالت إنها أعلنت الآن عن مجموعة الصيف من العبايات، وقالت إنها راعت في تصميمها وتنفيذها أن يكون القماش باردا، وساترا وغير شفاف في الوقت، للحفاظ على الاناقة ورقة التصميم، مع مراعاة خصوصة الطقس. وعبرت عن شكرها لمركز «بداية» التابع لبنك قطر للتنمية الذي يقوم برعاية الشباب البادئين في تنفيذ مشروعاتهم، وقالت إنهم يتواصلون معي يوميا ويعطوني تقريرا عن المبيعات التي تحققها منتجاتي المعروضة حاليا في معرض النايت ماركت.مصممة العبايات بسمة شكت من الازدحام بسوق العبايات وقالت إن بعض الزبونات تأخرن هذا الموسم في شراء عباياتهن، وأضافت أن أشهر أسواق تفصيل العبايات بالدوحة توجد في سوق واقف والجبر وفالح والعسيري وسوق الخميس والجمعة والعزيزية، وأن أسعار العبايات في السابق كانت غالية إلى حد ما، ولكنها صارت معقولة الآن، لأن الأقمشة المستخدمة في صناعتها أصبحت تأتي من المنشأ، مثل الصين، والهند، ودول شرق آسيا.وأوضحت أن أشهر أنواع الخامات التي تصمم منها العبايات هي الكِريب ولكزس وندى، إضافة إلى الخيش وأقمشة الحرير والدانتيل الفرنسي والشيفون، والأقمشة العادية الملونة التي صارت تمزج بالتصميمات الحديثة.وأشارت إلى أن قماش الكِريب الياباني يعتبر من أحد أبرز الأنواع الأنيقة والفاخرة، كما أنه يتميز بملمسه الناعم والمميز. يشتهر بجودته العالية وهو عملي ومريح، وبسبب درجة سواده، يعتبر مناسباً جداً للعبايات السوداء، بينما أوضحت أن «كريب صالونه» هو قماش ياباني خفيف وبارد يتميز بلمعة خفيفةٍ، تمنحه أناقة لافتة، وأن جودته تكمن في سهولة تنظيفه وعدم حاجته إلى الكي.أما الحرير الياباني فقالت بسمة إن هذا القماش الشديد السواد، ويعتبر أحد الأقمشة الناعمة الملائمة جداً لصناعة العبايات، ويشبه في خواصه ماي فير ليدي الذي يعد أحد الأقمشة الملائمة للعبايات، فملمسه ناعم، ويمنح الراحة لمرتديه، مضيفة أن قماش الفرسان هو كِريب أندونيسي، لا يحتاج إلى الكي. كما أنه قماشٌ خفيف، يصعب التقاط الأوساخ والغبار عليه، لذا نجده أكثر فعالية للعبايات السوداء، وختمت بأن قماش توب بلاك، يستخدم في صناعة العبايات العملية والمريحة، بسبب خفته، وهو يناسب كل الأوقات.وحول إعلان بعض المحال عن وجود عبايات بأسعار تبدأ من 50 ريالا قال المتسوق أبو عبد الله إن بعض المحلات التجارية تقدم هذه الإعلانات بغية الحصول على أكبر قدر ممكن من الزبائن والمبيعات، ولكنك حينما تتفحص العبايات المعروضة تجدها في معظم الأحوال صغيرة المقاسات، ومصممة من قماش ذي جودة منخفضة، مشيرا إلى أنه يحرص على شراء العبايات مع أسرته قبل كل عيد.من جانبه، قال البائع حسن متعشي إن معظم الزبونات يفضلن أن يشترين «العبايات» التفصيل حتى تكون على مقاسهن، ويتجنبن تضيقها أو توسيعها، مشيراً إلى أن سوق العبايات في قطر يساير أحدث الصيحات، مشيرا إلى أن معظم النساء يفضلن العبايات المطرزة التي يمكن ارتداؤها في جميع الأوقات، مؤكدا أن المرأة تشعر بالراحة عند ارتدائها، كما أنها تعد زياً محتشماً وأنيقاً وهذا ما يجعلها مفضلة لدى معظم النساء.وأضاف أن زبوناته من المواطنات والمقيمات من جميع الجنسيات العربية والآسيوية، كما تحرص بعض السائحات الأجنبيات على شرائها باعتبارها تذكار تراثي يرمز لدولة قطر، وأشار متعشي إلى أن خامة القماش ونوعية التطريز الذي تطلبه الزبونة، تلعب دوار في تحديد سعر العباية، فمثلا يكون سعر العباية غير المطرزة أقل من المطرزة ، كما أن زيادة مساحة التطريز يقابلها ارتفاعا في السعر.المصممة أم محمد قالت إن الألوان والتطريز هي أهم ما يميز عبايات العيد، لأن ذلك يتوافق مع فرحة العيد والاحتفال بالعيد، وأضافت أن نسبة الإقبال على طلب العبايات عبر التسوق الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي تتضاعف بنسبة %100 خلال مواسم الأعياد عنها في الأيام العادية، وأوضحت أنها تعتمد التسويق الإلكتروني للترويج للموديلات الجديدة من العبايات والتسويق والبيع.وحول تباين أسعار العبايات في الأسواق قالت إن اسم المصمم وماركته التجارية ونجاحه في الترويج، إضافة إلى مكان السوق الذي يوجد به المحل، تعتبر عوامل مؤثرة في تحديد سعر بيع العبايات في أحيان كثيرة.ونصحت من تود الشراء عبر الشبكة العنكبوتية بتفحص بروفايل العارض جيدا، والبحث عن أخباره وسمعته في وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت نافذة تكشف الكثير عن سمعة المحل وثقة الجمهور فيه من عدمها، كما دعت إلى مقارنة الأسعار جيدا قبل طلب العباية أو المنتج لتجنب فخ الوقوع في شراء منتج غير مطابق لطلب الزبونة.وأرجعت المصممة أم محمد انخفاض أسعار العبايات إلى انخفاض تكلفتها حيث أصبح التجار يستوردون أقمشة تتسم بالجودة العالية مباشرة من الصين والهند ودول أخرى بدلاً من بلدان الحصار الخليجي.ودعت المتسوقات إلى الاهتمام بالموديل ومقارنته بما يتواءم مع الموضة، واوضحت أن نوعية القماش تعتمد على الغرض الذي ستسخدم العباية لأجله، هل هي للاستخدام اليومي والزيارات القريبة غير الرسمية، وهذه يمكن أن يكون قماشها عاديا، أما إذا كانت للزيارات والخروج للدعوات مثل العشاء أو الخروج مع الصديقات، فهذه لا بد أن تناسب الموضة ابتداء من اختيار القماش والتصميم وصولا لتطابق الطرحة المناسب مع ألوان العباية.العباية المناسبة
وقبل اختيار العباية الجديدة نصحت أم فيروزة المتسوقات بإنتقاء الأقمشة التي تناسب الفصل المعين، مثلا في فصل الصيف يجب على المرأة اختيار العباية ذات الأقمشة المريحة والخفيفة، وأضافت على الرغم من أن الأسود يعتبر هو اللون الأساسي للعبايات، لكن يمكن للمتسوقة اختيار عباية يتداخل في تصميمها أقمشة مثل الدانتيل والساتان لتضفي عليها رونقاً خاصا. كما نصحت بمراعاة العبايات التي تتناسب مع الطول والقامة، والاهتمام بالإكسسوارات المكملة لإطلالة العباءة المميزة، وتناغمها مع اللون والتصميم، فمثلا اختيار إكسسوارات ملونة مثل الوردي والذهبي، واعتماد الألوان الحيادية، مثل الأسود عند اختيار العباية العملية البسيطة، وألا تكون العباية طويلة للغاية فتجمع الغبار.
وأضافت أن الأكمام تعتبر من العوامل المهمة في العباية العملية، ولذلك يجب تجنب كثرة التفاصيل في الأكمام واختيار أكمام بتصميم بسيط وقياس مناسب لتوفر لك الراحة عند الحركة.
ثقة الزبونات
وأكد البائع فاروق الدهباني أن خواتيم شهر رمضان تشهد زيادة كبيرة في المبيعات، وأرجع ذلك إلى حرص معظم النساء على إرتداء العبايات، إضافة إلى أن العيد يعتبر فرصة مناسبة لإرتداء الجديد من الملابس، ولكنه قال إن تأخر السيدات في طلب تفصيل العبايات واختيار تصميمها يجعلنا لا نتمكن من تسلمها إلا بعد العيد.
وأضاف أنهم يسعون دائما إلى كسب الزبونات من خلال تخفيض أسعار العبايات إلى أقصى حد ممكن، كما أن شهر رمضان يمثل موسما استثنائيا لمبيعات العبايات خصوصا في النصف الثاني من الشهر، مشيرا إلى أن معظم الأسر تسعى إلى شراء الموديلات والتصميمات الجديدة للزوجات والبنات والأخوات.
وأرجع الدهباني انتعاش سوق العبايات هذه الفترة إلى أن عددا مقدرا من المقيمين إلى يسافرون بلدانهم لحضور العيد هناك والاحتفال به مع الأهل، وبعضهم يحمل كمية من العبايات ليقدمها هدايا في وطنه. وأضاف أن تفصيل العبايات ذات التصميمات الخاصة، يتطلب أحيانا مدة أسبوعين كاملين حتى يتم تجهيز العباية بالشكل المطلوب، الأمر الذي يجعل تسليم بعض الطلبيات قبل العيد أمرا شبه مستحيل، ونصح الزبونات بالحرص على شراء العبايات في الزمن المعقول حتى لا تفوتهن فرحة ارتدائها في العيد، مشيرا إلى أن طاقة القماش التي يبلغ طولها 25 متر يمكن أن يفصل منها حوالي 6 عبايات.
عباية عربية