قطار الوفاء قصه من وحي خيالي
كانت فتاة في السادسه عشر من عمرها اسمها (بسمه) لم تكن تعي من الحياة شيء كان بيتهم قريب
لمحطة القطار محطة قديمه فرعيه في منطقه نائيه عن المدينه لا يعرف اهلها الكثير عن طباع وتصرفات
اهل المدينه فهم يعتبرون قريه ريفيه والمحطه عباره عن توقف قطار لانتظار اخر يمر مجرد تغيير مسار
فتح قسم من اهل القريه محلات صغيره بسيطه جدا ليبيعوا بها ما يستهوي راكبي القطار من جبس وحب
وسكاير ومشروبات غازيه لا اكثر والاغلب فتحوا المحلات من بيوتهم او عملوها من الاخشاب ومواد اخرى
بسيطه جدا كانت (بسمه) في وقت الظهيره وعند دخول والدها للغداء تقف في محله في الدكان وتوقف القطار
لينزل منه ركابه كل يبتاع ما يريد جاء شاب في نفس عمرها او اكبر بقليل طلب علبة دخان فناولته العلبه
وتناولت المبلغ فسالها انت في كل يوم تكونين هنا في الدكان فاجابته لا بالصدفه حين يذهب والدي للغداء
او الصلاة فابتسم الشاب وابتسمت الفتاة وقالت له لماذا تدخن وانت لازلت في مقتبل العمر انه يضر بصحتك
فاجابها لقد تعودت عليه فردت اتمنى ان تتركه كي لا يؤذيك فابتسم الشاب وادار وجهه جهة القطار فبقيت
عيونها مسمره به حتى حين ارتقى اول سلمه قالت يارب فوقف الشاب على سلالم القطار وعينه مسمره
بالفتاة كان شكلها يوحي ببراءه لامثيل لها وسارالقطاروبقيت(بسمه)شابحة نظرها باتجاه القطار الى ان توارى
عنها وبقيت تفكر به وتلوم نفسها لماذا تساله عن اسمه وفي اليوم الثاني توقف القطار دون ان ياتي ذلك الشاب
المجهول وتمر الايام والاسابيع والاشهر ومرت على هذه الحاله اكثر من سنتان ولكن البنت لازال كل تفكيرها
بالشاب المجهول وتقدم ابن عمها لخطبتها فرفضت وتقدم اخر واخر ولكنها في كل مره ترفض وفي احد الايام
وحين توقف القطار نزل منه ذلك الشاب وتوجه مباشره الى دكان ( بسمه) تراقص قلبها طربا وما ان راته يتجه
نحوها حتى اخذت عليه دخان من التي يدخنها واخفتها خلف ظهرها وما ان وصل اليها وسلم ردت السلام قال
لها هل عرفتيني فاخرجت يدها حامله نفس علبة الدخان فابتسم لها وقال لا اريد فقط علبة ببسي فقد تركت التدخين
حسب طلبك فرمت العلبه على الارض وسالته وهل تاثرت بكلامي فقال لها وهل فارق كلامك تفكيري من سنتين
فسالته ممكن اعرف اسمك فقال لها اسمي (باسم ) فضحكت ضحكه جعلته يتذوق طعم الهلاك من ضحكتها فسالها
لماذا تضحكين فقال له لان اسمي (باسمه) فضحك هو بدوره وسالها كيف عرفتيني انتي فقال وهل نسيتك لحظه
لاعرفك كنت داخل تفكيري كل هذه الفتره فتركها (باسم ) دون ان يقول حرفا واحدا وانطلق الى رجل كان واقفا
قرب الباب وهي تنظر اليه بشغف وتسارع تفكيرها ماذا قلت بماذا ازعلته لماذا رحل بهذه السرعه ومن هذا الرجل
لحظات وعاد ومعه الرجل الى (بسمه) وقدمه لها وقال (بسمه) هذا ابي فسلمت عليه وسالها بنت من انتي ابنتي
فاعلمته باسم ابيها فقال لها هل لك ان تناديه كان والدها متقاعداً من السكك الحديديه فذهبت نادته وعادت معه
فما ان راى والد (باسم )حتى اخذه بالاحضان فقد كان والد (باسم ) مديرا لوالد (بسمه) قبل ان يحال على التقاعد
لاسباب صحيه ووالد (باسم )هو من سعى باكمال معاملته فاصر والد( بسمه )ان يدخلوا الدار ليتناولوا الشاي
فهو جاهز فدخلوا ادار وتناولوا الحديث كل يقص للاخر ما جرى له خلال هذه الفتره و(بسمه ) لازالت سارحه
بتفكيرها حتى عندما تحرك القطار ذاهبا لم تشعر به الى ان ابتعد كثيرا عندها انتبهت ودخلت الدار مسرعه لتقول
لهم ان القطار غادر المحطه فنهضوا مسرعين ولكن بعد ان اجتاز القطار مسافه فقال لهم والد (بسمه) يلا كل
تاخيره وبيها خيره اذهبوا بقطار العصر فجلسوا ليكملواحيثهم فخرج (باسم) الى خارج الدار ومن الباب الى باب
الدكان عند بسمه وسالها وسالته وتناولوا حديثا لايخلو من الشجن استمر حديثم طويلا حتى سمعوا بصفاره القطار
القادم الذي سيرحلون به دخل (باسم )الى ابيه واخبره بذلك فنهضوا جميعهم بانتظار توقف القطار وحيت توقف
سلم الجميع على بعضهم وصعدوا الى القطار ونظره (باسم )لم تزل مركزه على( باسمه) الى ان غادر القطار فعادت لها
افكارها هل سيغيب سنتان مرة اخرى هل ساراه ام هذا اخر المطاف ومرت ايام عاشت بها (باسمه ) اصعب ايام
حياتها الى ان جاء مساء احد الايام وتوقف القطار ليلا كانت كل المحلات مغلقه حين نزلت عائله مكونه من
ام واب واخوات اثنان هي عائلة (باسم) واتجهوا صوب دار (باسمه) وطرقوا الباب وحين فتح ابو (باسمه)
الباب بدأ بالترحيب بهم ودعاهم الى البيت وما ان رات (باسمه)(باسم) وعائلته حتى بانت ابتسامه منحتها جمالا
اكثر وبعد ان استراح الجميع وشربوا الشاي طلب ابو (باسم ) يد ( باسمه) لابنه وافق الاب وكانت ليلة لايعرف
حجم الفرح بها وبقي الجميع ساهرين حتى الصباح وفي اليوم التالي كتب كتاب (باسم على باسمه) رحل (باسم )
وعائلته بعد ان تم تحديد يوم الزواج وبعد ثلاثة ايام من سفرهم تعرضت مجموعه من الدواعش لسياره واحرقت
كل من فيها وكان (باسم) ضمن اللذين احرقوا وحين وصل الخبر الى اهل (باسمه ) صرخت باعلى صوتها وندبت حظها
وفي غفله عن اهلها صبت النفط على راسها واحرقت حالها وتوفت بنفس الوقت ولكنها تركت رساله تقول فيها لاتخف
يا (باسم) ها انا حاضرة اليك فوفائي لن يقدر عليه لا داعش ولا كل الكون .....