عندما يطير الدخان

عندما يطير الدخان



عندما يطير الدخان قد يتحول إلى حلقات أو سلاسل أو أطباق وأجساد أو لأشياء كثيرة نستدعيها إلى مخيلتنا أو حتى حور تتراقص أو نار مستعرة تلهب الحماس فينا بأن نطفئها بدفعة أخرى من الدخان لتلحق بها وتتلاحم اتعطينا لوحة بلا إيطار لتغذو عقولنا جحافل أخرى من التخيلات والأحلام .. وكل منا حسب الحالة الوجدانية فى تلك اللحظات .. ولكن فجاة ينقطع الدخان بإنقطاع المصدر .. سيجارة كانت أو موقد أو كوب الشاي .. لنسقط على الأرض بعدها مكبلين بهموم قد تناسيناها في غمرة كرنفال الدخان..  وتهفو عقولنا ودواخلنا بأمنية وحيدة وهي (ياليتنا كنا دخان) نتصاعد .. نسموا .. نتبدد .. ولا نشعر بآلام الفراق .
------
سواح

نقش من ذهب كلمات كتبت بقلم تميز
تحيتي

شكرا لمجهودك الرائع
وتحيتي لك

((كوب الشاي))



بينما أجلس في شرفة منزلي أمسك الفنجان الذي أمامي ومع أول رشفة من الشاي الساخن تتساقط الخواطر متسارعة على نفسي وليس رأسى كما هو متعارف عليه .. تدور بي عجلة الذكريات بسرعة الصاروخ .. أغيب عما حولي .. أغوص في بحر ذكرياتي متعدد الألوان .. أجد نفسي غارقا في دوائر .. بيضاء .. صفراء .. زرقاء .. خضراء .. قرمزية وأخيرا سوداء .. أنتبه فجأة على يد صغيرة تربت على كتفي وصوت ملائكي يهمس في أذني قائلا : أرجوك يا بابا لا تجلس كل هذه الساعات في الشرفة فالجو شديد البرودة اليوم .. أقوم متثاقلا وعلى كتفي أطنان من الذكريات .. وأدخل تحت الفراش وأتظاهر بأني نائم ولكن ماكينة الذكريات العملاقة بضجيجها وصخبها لا تنام .
---------
سواح

موضوع رائع ومميز